على مرّ التاريخ كان الرجل هو اللاعب الأول لدور المتسلط على المرأة شريكته في هذه الحياة التي خُلقا ليعمرانها سوياً كلٌ من خلال دورة المناط به. لم ولن يذكر التاريخ أن المرأة كانت متسلطة على الرجل. جميع القوانين والتشريعات الوضعية وضعها الرجل، صاغها وزينها وجعلها ملائمة له وداعمة للحق الذي يراه في أن يكون هو الوليّ وهو القائد وهو المرجع وهو المصدر وهو الأصل.
في زمن حقوق الإنسان وزمن تقدم العقل البشري وتحضره تتعالى الأصوات النيّرة المضيئة من أجل إيقاف سيل التسلط الذي يمارسه الرجل الشرقي على المرأة باسم الدين وباسم العادات والتقاليد.
رجال ونساء يتكاتفون وتتعالي أصواتهم منادية بإحقاق الحق وإعطاء المرأة حقها في أن تكون كائناً مستقلاً حراً له الحق في الاختيار وتقرير مصيره. تُدلق الأحبار على الصفحات لتخطّ ما يجب أن يكون ولتوضح أن المرأة كائن بشري له ما للذكر وعليها ما علية. المرأة والرجل وجهان لعملة واحدة. وجهان لعملة الحياة. كفتان لميزان الحياة التي جعلهما الله تعالى وريثاه فيها.
من المؤلم أنه في مثل هذا الوقت من تعالي الأصوات المطالبة بحقوق المرأة تظهر أصوات نسائية مضادة لهذا كله. أصوات يسيرها الرجل في الخفاء ليحارب محاولة كسر سيطرته وإمساكه بعنق المرأة ومصيرها باسم الدين..
مأساة وكارثة هذا الذي يحدث! ذكرتني بحديث جان جيرسين الذي قال فيه: إن العالم يقترب من نهايته، وهو كعجوز خرف معرض لجميع أنواع الخيالات والأحلام والأوهام التي تقتاد كثيرًا من الناس إلى أن يضلوا عن طريق الصدق.
مأساة أن يكون قيد المرأة من صنع يديها! مأساة أن تسعى المرأة بيديها لحياكة خيوط قمعها والتسلط عليها ولي عنقها..
مأساة مأساة مأساة.