يقول الصادق المصدوق فى رواية أبى سعيد الخدرى فى صحيح مسلم قال :
((حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد اللـه من بر وفاجر، أتاهم اللـه في أدنى صورة من التى رأوه فيها، قال: فما تنتظرون، تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: يا ربنا فارقنا الناس فى الدنيا أفقر ما كنا إليهم، ولم نصاحبهم، فيقول: أنا ربكم، فيقولوا: نعوذ باللـه منك، لا نشرك باللـه شيئا - مرتين - أو ثلاثة - حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب، فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم فيكشف عن ساق، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن اللـه له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجد لله إتقاء ورياء إلا جعل اللـه ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول فى صورته التى رأوه فيها أول مرة، فقال: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون: اللـهم سلم.. سلم)) قيل: يا رسول اللـه، ما الجسر؟ ((قال: مدحضة مزلة، عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة بنجد، يقال لها السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم ومخدوش مرسل، ومكدوس فى نار جهنم، حتى إذا خلص المؤمنون من النار فو الذى نفسى بيده ما من أحد منكم بأشد منا شدة لله من إستيفاء الحق من المؤمنين يوم القيامة لإخوانهم الذين فى النار يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون، فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار، فيخرجون خلقاً كثيراً، قد أخذت النار إلى نصف ساقه، وإلى ركبته، ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها أحد ممن أمرتنا، ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم فى قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقا كثيرا، ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدا، ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم فى قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقاً كثيراً، ثم يقولون ربنا لم نذر فيها خيراً))، وكان أبو سعيد يقول: إن لم تصدقونى بهذا الحديث فاقرأوا إن شئتم: إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا .
((فيقـول اللـه عز وجل: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبقى إلا أرحم الرحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج فيها قوماً لم يعلموا خيراً قط، قد عادوا حمماً، فيلقيهم فى نهر من أنهار الجنة، يقال له
نهر الحياة،
فيخرجون كما تخرج الحبة فى حميل السيل، ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أخضر، وما يكون منها إلى الظل، يكون أبيض؟)) فقالوا: يا رسول اللـه كأنك كنت ترعى الغنم. قال: ((فيخرجون كأنهم اللؤلؤ، فيجعل فى رقابهم الخواتيم، يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمـن الذيـن أدخلهـم الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه ثم يقول: ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم، فيقولون: ربنا أعطيتنا مالم تعطى أحـداً مـن العـالمين، فيقول لكم عندى أفضل من هذا، فيقولون ياربنا أى شىء أفضل من هذا؟ فيقول: رضاى، فلا أسخط عليكم بعده أبــدا))